samo
  الشعور
 
دروس لطلاب السنة الثالثة ثانوي

الشعور

الشعور هو اطلاع مباشر على ما يجول في داخلنا من أحوال.
خصائصه:
الذاتية: بمعنى أن لكل فرد شعور خاص به و لا يستطيع الفرد الاطلاع عليها لتحديد شدتها،طبيعتها،إذن لكل فرد شعور داخلي.
الاختيار:اختيار المواقف والحالات التي تتناسب مع المواقف التي نعيشها لتساعدنا على التكيف.
متشابك:الخبرات التي تجري داخلنا ليست منفصلة عن بعضها البعض بل هي متشابكة ومتداخلة.
الإنسانية: يمتاز به الإنسان دون غيره لأنه يحوي وعيا ويتم بطريقة إرادية.
الديمومة: يمتاز بالاستمرار و الاتصال.
درجاته:
الشعور العفوي: شعور أولي بسيط خال من التفكير.
الشعور التأملي: معرفة واعية لأحوال النفس، يكون مصحوبا بتركيز شديد وانتباه،لكن قد يحدث تدخل عوامل مختلفة كالملل،التعب.......لتشتت انتباهنا.
الشعور الهامشي: شعور غير واضح يختلف عن الشعور التأملي كثيرا،هذا الشعور قد يتحول لشعور تأملي متى حظي بالاهتمام والتركيز.
هل الحياة النفسية حياة شعورية بالدرجة الأولى؟
هل ما هو نفسي هو شعوري ؟
قديما ابن سينا اعتبر أن الحياة النفسية حياة شعورية بالدرجة الأولى فالشعور أساس و قوام هذه الحياة من بدايتها إلى نهايتها والاعتقاد بوجود حياة نفسية لاشعورية هي بمثابة الجمع بين نقيضين و هذا خطأ وعليه لا وجود لحياة نفسية لا أشعر بها.
هذا الموقف بعث من جديد على يد ديكارت في العصر الحديث،حدد ديكارت بأن الحياة النفسية حياة شعورية بالدرجة الأولى منطلقا من أسبقية الفكر على الوجود ،وعليه ما نشعر به موجود وما لا نشعر به غير موجود.
النقد:
أصاب الكلاسيكيون في فكرة أن الشعور هو أداة الاطلاع على ما يجري في النفس من أحداث،لكن هذا لا يجعل من الحياة النفسية حياة شعورية فقط،كما أنهم ارتكبوا خطأ تمثل في المطابقة التامة بين النفس والشعور،وأغفلوا الأفعال التي يقوم بها الإنسان بطريقة آلية دون أن يعيها.
وانطلاق ابن سينا من مبدأ عدم الجمع بين نقيضين خالفه المنطق الحديث الذي ظهر على يد هيغل.
وانطلاق ديكارت من مسلمة الفكر سابق على الوجود لقيت اعتراض من قبل المتأخرين الذين أجمعوا على أسبقية الوجود على الفكر.
الحياة النفسية ليست حياة شعورية فقط بل أيضا حياة لاشعورية.
اللاشعور هو الجانب المظلم من الحياة النفسية ،زاخر بالميول والرغبات الدفينة.
خصائصه:
1-لا يخضع للزمان والمكان.
2-الصلة بينه وبين العالم الخارجي ضعيفة.
اكتشافه:
أول من تحدث عن اللاشعور كان لايبتز،تحدث عن وجود إدراكات صغيرة لا حصر لها.
هذه النظرية وازنت بين العالم المادي والعالم النفسي،لكن هذه الموازنة لم تلقى قبول، بعد ذلك أظهرت بعض الحالات المرضية وجود اللاشعور.
بيار جاني:تحدث عن العلاقة بين الانفعالات العنيفة والذكريات المنسية.
برنهام:قام بتنويم مرضاه تنويما مغناطيسيا،وأرجع أسباب كل الأمراض إلى جانب نفسي.
فرويد: جعل النفس بمثابة جبل من الجليد، الجزء الظاهر هو الشعور والجزء المغمور في الماء هو اللاشعور،وهذا الجزء هو الأكبر لاحتوائه ذكريات ورغبات وأهواء دفينة،بعضها عجزنا عن تحقيقها والبعض الآخر محظور، لذا حدد فرويد طريقة التحليل النفسي كمنهج جديد للعلاج ،ولم يعتبره مجرد منهج بل هو مجموعة من المبادئ تمكن من فهم السلوك الإنساني والوقوف على أسباب الخلل فيه.
وتتم هذه العملية ب: يطلب المحلل من المريض البوح بكل ما يجول في خاطره من أفكار دون خجل أو رقابة أو اختيار، فيبدأ المريض بالإفصاح عما يجول بداخله ،هنا حسب فرويد تظهر براعة المحلل و الوقوف على أسباب المشكلة فيضعها أمامه ليتعرف عليها فيبقى أمامه قبولها أو رفضها .
تجلياته:
1-فلتات اللسان والقلم: هذه توقع الإنسان في أخطاء وتسبب له الحرج وهي عند فرويد تعبير عن رغبات مكبوتة.
2-النسيان: عند فرويد هو تناسي سببه عدم الرغبة في الشيء.
3-الأحلام: رموز تعبر عن رغبات دفينة تظهر في ساحة اللاشعور بعد فتور رقابة الشعور.
4-الفن: عند فرويد هو تعبير عن رغبات مكبوتة داخلنا.
5-الأساطير الشعبية: يسميها كارل يونغ باللاشعور الجمعي وهو تلميذ فرويد.
6-الإبداع، الكبت، الهذيان، النكت، الهستيريا: كلها تعبر عن رغبات مكبوتة.
مكونات الجهاز النفسي:
الهو: يمثل منطقة من اللاشعور زاخرة بالرغبات البدائية أو الغريزة.الهو هو المنطقة الأخطر شأن في نفسنا يسودها مبدأ اللذة ،يحمل الفرد على تحقيق رغباته مهما كان الثمن.
الأنا: هو الشعور ، في البداية يكون جزء من الهو ثم يتميز عنه ليسوده مبدأ الواقع،متصل بالعالم الخارجي يعمل على ضبط رغبات الهو والسيطرة عليها.
الأنا الأعلى: و هو المجتمع، يمثل عند فرويد مجموع القواعد الأخلاقية، الأوامر والنواهي التربوية، وظيفته تحقيق توازن بين الهو و الأنا.
ملاحظة: كلما كان انسجام بين القوى الثلاث الهو و الأنا والأنا الأعلى كانت الشخصية سوية وكلما وقع اضطراب كانت الشخصية غير سوية، مريضة.
التقييم: اللاشعور مكن من فهم:
1- نفسية الطفل المراهق، المريض، المنحرفين، الشواذ.
2- مكن المربين من الوقوف على خطورة القمع والكبت في إنتاج شخصية غير سوية.
3- أثبت أنه حقيقة لا تقبل النقاش.
4- مكن من معالجة الكثير من الأمراض التي اعتبرت لا علاج لها
لكن الملاحظ أن فرويد أنزل الإنسان لمرتبة الحيوان الذي يعيش وراء غرائزه وبحكم التجربة،الانسان قادر على السيطرة على رغباته وتوجيهها وجهة صحيحة.
جعل من التحليل النفسي القانون الوحيد لفهم الحياة النفسية وهذا ليس علميا ولا موضوعيا لأن الحياة النفسية معقدة تتأثر بجملة عوامل قد تكون اقتصادية سياسية ثقافية لا يمكن حصرها في جانب واحد يؤثر عليها.
نتيجة: الحياة النفسية تكامل بين جانبيها الشعوري و اللاشعوري.

 

 
  Aujourd'hui sont déjà 9 visiteurs (12 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement